المعهد الشرعى السلفى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السؤال أهميته وفوائده

اذهب الى الأسفل

السؤال أهميته وفوائده Empty السؤال أهميته وفوائده

مُساهمة من طرف أبو أحمد هداية الثلاثاء يوليو 08, 2008 11:28 am

ما أهمية السؤال ؟

من تأمل القرآن هداه ، ومن تدبر آياته بلغ غاية مناه ، ومن عمل به أفلح ونجح ، في الدارين ، ففيه الخبر والقصة ، والأمر والنهي ، والأدب والخلق ، والبلاغة والحكمة ، والتربية والتزكية فانظر
* لقوله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "{1}
حيث أمر الله – عزوجل - بسؤال أهل العلم في هذه الآية متى ما جهل المرء أمرا ، ولو لم يكن من أهمية السؤال إلا أن الله أمر به في محكم التنزيل لكان كافيا في الحرص عليه ، والأمر للوجوب ، فمن جهل وجب عليه السؤال .

* وقال ابن عباس : أصاب رجلا جرح في عهد رسول الله - - ، ثم احتلم فأمر بالاغتسال فاغتسل فمات ، فبلغ ذلك رسول الله - - فقال :" قتلوه قتلهم الله ، ألم يكن شفاء العي السؤال "{2}

* قال أمية بن الصلت :
وقد يقتل الجهل السؤال ويشتفي *** إذا عاين الأمر المهم المعاين
وفي البحث قدما والسؤال لذي العمى *** شفاء ، وأشفى منه ما تعاين {3}

ولو تتبعنا سير العلماء لوجدنا للسؤال دورا في تحصيلهم :
* قيل للأصمعي : بم نلت ما نلت ؟
قال : بكثرة سؤالى ، وتلقي الحكمة الشرود.{4}
والأصمعي أعلم أهل زمانه باللغة ولهجات العرب ، وهو يكشف سر هذا العلم ويرده لكثرة السؤال.

* ودعا معاوية بن أبي سفيان دعبلا النسابة ، فسأله عن العربية ، وسأله عن النجوم فإذا رجل عالم فقال : يا دعبل !!
من أين حفظت هذا ؟
قال : حفظت بقلب عقول ، ولسان سؤول .{5}
فلا ينفعك كثرة السؤال إن لم تعِ وتعقل ما تسمع.

* وقال ابن شهاب : العلم خزانة مفاتيحها المسألة .
* قال الخليل : العلوم أقفال والسؤالات مفاتيحها {6}.
فإذا ملكت المفتاح فتحت ما شئت ، وهو بين يديك .

وسل الفقيه تكن فقيها مثله *** من لم يسع في علم بفقه يمهر
وتدبر الذي تعنى به *** لا خير في علم بغير تدبر{7}
فلأهمية السؤال أمر الله تعالى به ، واتخذه الحذاق مطية لنيل مآربهم من العلم.

فلماذا لا تسأل يا طالب العلم ؟


بعد أن بان لك أهمية السؤال ، ولماذا نجد من بين طلبة العلم من يستنكف عن السؤال رغم حاجته إليه ؟
أتدري ما الذي يمنعه عن السؤال ؟
إنه أحد أمرين ذكرهما مجاهد حين قال:
*" لا يتعلم العلم 1-مستحيٍ ولا 2- مستكبر" .{8}

* قدم رجل على ابن المبارك ، وعنده أهل الحديث ، فاستحيى أن يسأل ، وجعل أهل الحديث يسألونه ، فنظر ابن المبارك إليه فكتب بطاقة وألقاها إليه فإذا فيها
إن تلبست عن سؤالك عبد الله *** ترجع غدا بخفي حنين
فأعنت {9} الشيخ بالسؤال تجده *** سلسا يلتقيك بالراحتين
وإن لم تصح صياح الثكالى *** قمت عنه وأنت صفر اليدين {10}

فالرجل منعه حياؤه ، ورغم أنه لم يسأل فهذا ابن المبارك قد نصح له فأرشده إلى ترك الحياء ، وطرح السؤال والمزاحمة به .

* وقال عبد العزيز بن عمر : ماشيء إلا وقد علمت منه ، إلا أشياء كنت أستحي أن أسأل عنها ، فكبرت وفيّ جهالتها .{11}

فالسؤال الذي تستحيي من طرحه تظل جاهلا بجوابه وتكبر سنك ، وأنت مازلت جاهلا به ، بل ربما يسألك طلابك السؤال نفسه إن كنت معلما ، أو يسألك من استقر عنده طلبك للعلم ، فلا مناص من موقف يشعرك بالحرج ، إما أن تتخطاه بين يدي شيخك تاركا حياءك ، أو تتلبس به أمام من يحسبك أهلا للسؤال ، فاختر لنفسك أي الموقفين؟!.

* وقال علي – رضي الله عنه - : خمس احفظوها لو ركبتم الإبل لأنضيتموها {12} قبل أن تصيبوهن ،
ومنها : ولا يستحي جاهل أن يسأل ..{13}

فخذها وصية ذهبية من ابن عم رسول الله وصهره ، قدمها لك خبرة سنين طويلة لو سافرت في طلبها لأنضيت الإبل قبل إدراكها ، ولا تحتج بأنه – رضي الله عنه – استحي في أحد المواقف أن يسأل فهو له عذره :
* قال – رضي الله عنه - : كنت رجلا مذاءً فأمرت المقداد أن يسأل النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فقال : فيه الوضوء .{14}
فهو - رضي الله عنه - إنما منعه أن ابنة رسول الله - - تحته ، وهذه المسألة تتعلق بالفروج ، فالأدب اللائق أن لا يباشره بالسؤال ، ورغم ذلك فقد أناب غيره في السؤال .

* وقال الحسن : من استتر عن طلب العلم بالحياء لبس للجهل سرباله {15} ، فاقطعوا سرابيل الجهل عنكم بدفع الحياء في العلم ، فإن من رق وجهه ، رق علمه.{16}
فالحياء أول موانع السؤال ، وكما رأيت أنه ذم في هذا الموضع ، ولك في نساء الأنصار - رضي الله عنهن - أسوة وقدوة.
* قالت عائشة – رضي الله عنها - : نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين .{17}
وذلك لسؤالهن عن ما أشكل عليهن من أمر دينهن .

* وقال الخليل : الجهل منزلة بين الحياء والأنفة .{18}

والأنفة أو الكبر المانع الثاني من السؤال ، فلما كانت نفسه عنده أفضل من غيره - لعلو منصب ، أو شرف نسب ، أو كبر سن - ترك السؤال .

مانوع سؤالك ؟

ومع بيان أهمية السؤال ، فقد أدركت يا طالب العلم أنك بحاجة إلى أن تسأل ، لكن : ما نوع السؤال الذي ستطرحه ؟ !
فليس كل سؤال محمودا ، لأن هناك من الأسئلة ما تُذَّم ويُذَّم أصحابها.
وليكن سؤالك عما أشكل عليك ، وعما ترى أن زملاءك محتاجون إليه لتنفعهم ،
* قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – : ألا رجل يسأل فينتفع وينفع جلساءه {19} ،
وإياك... إياك... إياك... أن يكون سؤالك اختبار الشيخ أو امتحانه، فتسيء الأدب معه ، وتحرم بركة علمه ، أو في أمور لم تحصل فتضيع الوقت فيها ، أو لإظهار ما عندك من علم فتشوب نيتك شائبة تقدح في إخلاصك.

متى تطرح سؤالك ؟

وإذا أردت معرفة وقت السؤال فانهل من معين أدب ابن عباس وانظر تخيره وقت المسألة!
* قال ابن عباس : إن كنت لآتي الرجل من أصحاب رسول الله فإذا رأيته نائما لم أوقظه ، وإن رأيته مغموما لم أسأله ، وإذا رأيته مشغولا لم أسأله .{20}
* وقال أيضا : ... وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله - - عن الحديث فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه ، وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي التراب فيخرج فيراني فيقول : يا ابن عم رسول الله - - ما جاء بك ، ألا أرسلت إلي فآتيك فأقول : لا أنا أحق أن آتيك ، فأسأله عن الحديث.{21}
لله درك يا بن عباس! أدب وفقه ، وفطنة وصبر.
* وقال الخطيب البغدادي : ومن الأدب إذا روى المحدث حديثا فعرض للطالب من خلاله شيء يريد السؤال عنه ، أن لا يسأل عنه وهو في تلك الحال بل يصبر حتى ينهي الراوي حديثه ثم يسأل عما عرض له .{22}

* وقال الخطيب أيضا: ولا ينبغي أن يسأله التحديث وهو قائم ولا وهو يمشي ، لأن لكل مقام مقالا ، وللحديث مواضع مخصوصة دون الطرقات ، والأماكن الدنية .{23}
بتوقير العلم نبل القوم ، وارتفع شأنهم ، وعلا ذكرهم .

* كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يكره أن يسأل وهو يمشي .
قال بشر بن الحارث : سأل رجل ابن المبارك عن حديث – وهو يمشي – فقال : ليس هذا من توقير العلم – قال بشر- فاستحسنه جدا .{24}

- وملخص القول في وقت السؤال:

1- لا تقاطع شيخك أثناء حديثه ، أو شرحه .
2- لا تسأل شيخك إذا كان مشغول القلب ، أو مزدحما بالأعمال ، فإن كنت فارغا ، فغيرك مشغول .
3- تجنب السؤال إذا كان الشيخ يمشي توقيرا للعلم .
4- لا بد من مراعاة الأوقات ، فالشيخ بشر يحتاج لوقت الراحة ، ولوقت يتزود فيه ، فبعض الطلبة لا يهمه إلا أن يجاب سؤاله ، فقد يجتمعون على مائدة مع الشيخ فهذا يسأل وذاك يسأل والشيخ يجيب على الكل فمتى يأكل هو؟ أو يتصل في ساعة متأخرة ، أو في وقت يكون الشيخ فيه نائما.
5- تحر وقت نشاطه و تخير الوقت الذي يكون فيه شيخك منشرح الصدر ، مرتاح البال ، قد أعطى من وقته ساعة للسؤال ، وفتح باب المسألة ، فهو أجمع لقلب الشيخ ، والاستفادة مما عنده .

كيف تلقي سؤالك ؟

لطرح السؤال أدب يراعيه من كان له عقل راجح ، وكما قال الشيخ العلامة : السعدي: " أدب العبد عنوان عقله " .{25}
* عن وهب بن منبه وسليمان بن يسار أنهما قالا:"حسن المسألة نصف الإجابة ، والرفق نصف العيش".{26}
فإن أحسنت طرح السؤال فلا شك أنك ستجد جوابا ، وإن أسأت فلا تأمن الحرمان.
*كان أبوسلمة يسأل ابن عباس فكان يخزن عنه - يحبس عنه بعض الأحاديث -،وكان عبيدالله بن عبدالله يغره غرا.
*وقال أبو سلمة :" لو رفقت بابن عباس لاستخرجت منه علما كثيرا".{27}
فارفق بشيخك تظفر بقصدك.

*قال الخطيب:" فإذا كان المحدث ممن يتمنع بالرواية،ويتعسر بالتحديث، فينبغي للطالب أن يلاطفه في المسألة ، ويرفق به ، ويخاطبه بالسؤدد {28} ، والتفدية {29}، ويديم الدعاء له،فإن ذلك سبيل إلى بلوغ أغراضه منه".{30}

وعلى هذا فطرحك للسؤال:

1- يبدأ بتوقير الشيخ وعدم مناداته باسمه مجردا ، فتقول : شيخنا الكريم ..، فضيلة الشيخ ...
2- عدم مخاطبته بضمير المخاطب : أنت أو قلتم ، بل يتأدب فيقول : ذكر فضيلتكم ، أو قلنا في الدرس كذا .. ، ما قول فضيلتكم في كذا ..
3- يديم الدعاء له بين يدي سؤاله وفي ختامه نحو: أحسن الله إليكم ، حفظكم الله ، بارك الله فيكم ، وفقكم الله تعالى، جزاكم الله خيرا ، كما يدعو له بظهر الغيب.
4- ملاطفة الشيخ بحسن الأدب معه ، والرفق به ، ومنه قول علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –:
" إن من حق العالم ألا تكثر عليه بالسؤال ، ولا تعنته في الجواب ، وأن لا تلح عليه إذا كسل ، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض ، ولا تفشين له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا ولا تطلبن عثرته ، وإن زل قبلت معذرته ، وعليك أن توقره وتعظمه لله ما دام يحفظ أمر الله ، ولا تجلس أمامه ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته" . {31}
5- فإن أجابك على سؤلك فلا تعارض قوله بقول عالم مثله ، ولا تماره كما فعل أبو سلمة مع ابن عباس فخزن عنه {32}.

هل تعلم أي ثمار تقطف - يا طالب العلم- من السؤال ؟

1- تحصيل العلم ، إذ السؤال مفتاح بابه .
2- رفع الجهل عن نفسك ، حين علمت ما كنت تجهل .
3- استخراج علم الشيخ ، لأن هناك من المشايخ من لا يحدث حتى يسأل صونا للعلم عن بذله لمن لا يستحقه.
* قال شعبة : " رآني الأعمش وأنا أحدث قوما ، فقال : ويحك أو ويلك يا شعبة ، تعلق اللؤلؤ في أعناق الخنازير ". {33}
4- نشاط الشيخ في درسه على قدر نشاط طلابه وفطنتهم ، فالشيخ يحافظ على العلم الذي عنده إذا سئل ،

* قال مكحول : قدمت دمشق وما أنا بشيء أعلم مني بكذا – لباب من أبواب العلم - ، قال : فأمسك أهلها عن مسألتي حتى ذهب .{34}
4- توجيهك لما يصلح حالك ، فقد تسأل سؤالا لا تكون منه فائدة ولا نفع ، فيوجهك شيخك لما فيه خيرك ، كما في قصة الأعرابي الذي سأل عن الساعة ، فقال له النبي ماذا أعددت لها ؟{35}

* قال أمية بن الصلت:
لا يذهبن بك التفريط منتظرا ***** طول الأناة ولا يطمح بك العجل
فقد يزيد السؤال المرء تجربة ***** ويستريح إلى الأخبار من يسل
وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها ***** ولا البصير كأعمى ما له بصر
فاستخبر الناس عما أنت جاهله ***** إذا عميت فقد يجلو العمى الخبر{36}

فاستفهم عما أشكل بأدب ، وانتق سؤالك ، وتخير وقته ، ولا يصدنك حياء أو كبر ، فيضيع العلم من بين يديك ، وهنيئا لك بما علمت .

نفعني الله وإياكم بالعلم ، وزيننا بالحلم ، وجعل أعمالنا صالحة ، ولوجهه خالصة ، وغفر لنا ، ولوالدينا ، ولمشايخنا ، ولمن علمنا وتعلمنا منه .
هذا سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

*************************************************

هوامش التوثيق
{1} سورة النحل /43
{2} أخرجه أبو داود – كتاب الطهارة – باب في المجروح يتيمم – رقم الحديث{337} والحديث فيه ضعف.
{3} جامع بيان العلم (1/106)
{4} جامع بيان العلم(1/108)
{5} جامع بيان العلم (1/107)
{6} جامع بيان العلم (1/107-108)
{7} جامع بيان العلم (1/107)
{8} صحيح البخاري – كتاب العلم – باب الحياء في العلم
{9} العنت : الشدة والمشقة لسان العرب2/62
{10} جامع بيان العلم (1/108)
{11} جامع بيان العلم (1/108)
{12} أي هزلتموها لسان العرب15/330
{13} جامع بيان العلم (1/109)
{14} صحيح البخاري – كتاب العلم – باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال – رقم الحديث{132}
{15} السربال : القميص لسان العرب 11/335
{16} جامع بيان العلم (1/109)
{17} صحيح البخاري – كتاب العلم – باب الحياء في العلم .
{18} جامع بيان العلم(1/107)
{19} جامع بيان العلم (1/137)
{20} الجامع لأخلاق الراوي (1/212)
{21} طبقات ابن سعد 2/368
{22} الجامع لأخلاق الراوي(1/211)
{23} الجامع لأخلاق الراوي(1/212)
{24} الجامع لأخلاق الراوي (1/212)
{25} تفسير السعدي – سورة الحجرات/5 ص765
{26} جامع بيان العلم(1/108)
{27} الجامع لأخلاق الراوي (1/209)
{28} بقوله: ياسيدي.
{29} بقوله: جعلني الله فداك .
{30} الجامع لأخلاق الراوي (1/209)
{31} جامع بيان العلم (1/155)
{32} قال الزهري : كان سلمة يماري ابن عباس فحرم بذلك علما كثيرا. جامع بيان العلم (1/155)
{33} الجامع لأخلاق الراوي (1/205) .
{34} جامع بيان العلم (1/107)
{35} أخرج البخاري كتاب :فضائل أصحاب النبي – باب: مناقب عمر بن الخطاب. رقم الحديث{3485}
عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال متى الساعة قال وماذا أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال أنت مع من أحببت قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت قال أنس فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم
{36} جامع بيان العلم (1/106)

منـــــــــقـــــــــــول

أبو أحمد هداية
سلفى موهوب
سلفى موهوب

المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 06/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى