أمور ينبغي أن ينتبه لها المنكر والآمر قبل الإنكار والأمر
صفحة 1 من اصل 1
أمور ينبغي أن ينتبه لها المنكر والآمر قبل الإنكار والأمر
قال فضيلة الشيخ الراجحي – حفظه الله– في كتابه: "القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لمّا وصل إلى بيان كيفية الإنكار:
"قبل الكلام على هذه المسألة هناك أمور ينبغي أن ينتبه لها المنكِر والآمر والناهي قبل أن يأمر وينهى وينكر المنكر.
الأمر الأول:
ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يلاحظ بباطنه لطف الله تعالى به، حيث حفظه من مثل المعصية، ولو شاء لكان الأمر بالعكس.
الأمر الثاني:
أن يلاحظ بباطنه أنه لا يدري هل يدوم له هذا الحفظ، أو يفتن والعياذ بالله، وأنه كم من تائب عابد رجع إلى المعاصي فقبض عليها، وكم من عاصٍ مسرف تاب الله عليه فجنب توبته ما سلف قبلها، فقبض مغفورًا له، فيسأل الله الثبات والاستقامة، ويكثر من قول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من هذا الدعاء، فيكون متأسيًا بنبيه.
الأمر الثالث:
أن يكون بعيدًا عن الكبر والرياء والاحتقار والازدراء، فلا يرى لنفسه عزة وعلوًّا على المأمور والمنهي، بالعلم والتنزّه عن مثل هذه المعصية، ولا يرى احتقار المنكر عليه بالجهل والوقوع في المعصية وإزدراء لذلك، حذرًا من أن يكون قصده الباطن بكلامه إظهار رتبته بشرف العلم والعفة، وإذلال صاحبه بنسبته إلى خسة الجهل ورذالة المعصية، فإن علم من نفسه أن هذا هو الباعث له على الإنكار، فقد وقع في منكر أقبح في نفسه من المنكر الذي أنكره، ومثله في هذا كمثل من يخلص غيره من النار بإحراق نفسه، وهو كمن يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه، وهذه مذلة عظيمة وغرور من الشيطان.
الأمر الرابع:
ينبغي للمحتسب أن يمتحن نفسه ليتبين له سلامتها من الرياء والعجب وحب الظهور، حينما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهو أن يكون قصده في الباطن زوال المنكر وحصول المعروف، سواء حصل ذلك بسببه أو بسبب غيره، ويرى أن هذا الواجب ثقيل وشاق، ولو كفاه غيره وقام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه لا يغضب ولا يرى من نفسه كراهية، بل يفرح بزوال المنكر وحصول المعروف، ويود من نفسه أن لو ساعده وشاركه ليحصل على الأجر، ويكون في عداد الدعاة إلى الخير والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فهذه علامات تدل على أنه مخلص، وإن فقدت هذه العلامات ورأى من نفسه كراهية لزوال المنكر على يد غيره، ويثقل عليه أن يرجع هو عن المنكر بنفسه، ويرى من نفسه مسابقة إلى الإنكار، خشية أن يسبقه غيره فيزول على يديه المنكر، لا يقصد المبادرة إلى أداء هذا الواجب العظيم غيرةً على محارم الله وإشاعةً للخير في أرض الله، فإن كان كذلك فليتق الله ولينكر على نفسه أولًا.
الأمر الخامس:
ينبغي للمحتسب أن لا يلتفت إلى الوساوس والأوهام التي يلقيها الشيطان، بل يدفعها ويقابلها بصريح الإيمان، وذلك مثل ما يلقيه الشيطان في نفس الآمر والناهي من الخوف والجزع وتقدير وقوع المحذور، من الضرب أو القتل، أو أخذ المال، أو العزل عن المنصب، فإن هذه التقديرات كلها في الحقيقة من وساوس الشيطان، ليثبطه عن القيام بأداء هذا الواجب، ويجعله في عداد الساكتين المداهنين، ليضله عن سبيل النجاة حتى يحشر مع العصاة، بل الواجب مقابلة ذلك بصريح الإيمان، بسبق القضاء والعلم بكل حركة وسكون، وأن الرزق مقسوم، كما أن الأجل محتوم، كما قال -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف فإذا استحضر الداعية والمحتسب ذلك يكون واثقًا بربه، غير مبال بما يحصل له في ذات الله، صابرًا محتسبًا أجره عند الله".
الرابط:
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?actio...=qawl00021.htm
"قبل الكلام على هذه المسألة هناك أمور ينبغي أن ينتبه لها المنكِر والآمر والناهي قبل أن يأمر وينهى وينكر المنكر.
الأمر الأول:
ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يلاحظ بباطنه لطف الله تعالى به، حيث حفظه من مثل المعصية، ولو شاء لكان الأمر بالعكس.
الأمر الثاني:
أن يلاحظ بباطنه أنه لا يدري هل يدوم له هذا الحفظ، أو يفتن والعياذ بالله، وأنه كم من تائب عابد رجع إلى المعاصي فقبض عليها، وكم من عاصٍ مسرف تاب الله عليه فجنب توبته ما سلف قبلها، فقبض مغفورًا له، فيسأل الله الثبات والاستقامة، ويكثر من قول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من هذا الدعاء، فيكون متأسيًا بنبيه.
الأمر الثالث:
أن يكون بعيدًا عن الكبر والرياء والاحتقار والازدراء، فلا يرى لنفسه عزة وعلوًّا على المأمور والمنهي، بالعلم والتنزّه عن مثل هذه المعصية، ولا يرى احتقار المنكر عليه بالجهل والوقوع في المعصية وإزدراء لذلك، حذرًا من أن يكون قصده الباطن بكلامه إظهار رتبته بشرف العلم والعفة، وإذلال صاحبه بنسبته إلى خسة الجهل ورذالة المعصية، فإن علم من نفسه أن هذا هو الباعث له على الإنكار، فقد وقع في منكر أقبح في نفسه من المنكر الذي أنكره، ومثله في هذا كمثل من يخلص غيره من النار بإحراق نفسه، وهو كمن يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه، وهذه مذلة عظيمة وغرور من الشيطان.
الأمر الرابع:
ينبغي للمحتسب أن يمتحن نفسه ليتبين له سلامتها من الرياء والعجب وحب الظهور، حينما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهو أن يكون قصده في الباطن زوال المنكر وحصول المعروف، سواء حصل ذلك بسببه أو بسبب غيره، ويرى أن هذا الواجب ثقيل وشاق، ولو كفاه غيره وقام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه لا يغضب ولا يرى من نفسه كراهية، بل يفرح بزوال المنكر وحصول المعروف، ويود من نفسه أن لو ساعده وشاركه ليحصل على الأجر، ويكون في عداد الدعاة إلى الخير والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فهذه علامات تدل على أنه مخلص، وإن فقدت هذه العلامات ورأى من نفسه كراهية لزوال المنكر على يد غيره، ويثقل عليه أن يرجع هو عن المنكر بنفسه، ويرى من نفسه مسابقة إلى الإنكار، خشية أن يسبقه غيره فيزول على يديه المنكر، لا يقصد المبادرة إلى أداء هذا الواجب العظيم غيرةً على محارم الله وإشاعةً للخير في أرض الله، فإن كان كذلك فليتق الله ولينكر على نفسه أولًا.
الأمر الخامس:
ينبغي للمحتسب أن لا يلتفت إلى الوساوس والأوهام التي يلقيها الشيطان، بل يدفعها ويقابلها بصريح الإيمان، وذلك مثل ما يلقيه الشيطان في نفس الآمر والناهي من الخوف والجزع وتقدير وقوع المحذور، من الضرب أو القتل، أو أخذ المال، أو العزل عن المنصب، فإن هذه التقديرات كلها في الحقيقة من وساوس الشيطان، ليثبطه عن القيام بأداء هذا الواجب، ويجعله في عداد الساكتين المداهنين، ليضله عن سبيل النجاة حتى يحشر مع العصاة، بل الواجب مقابلة ذلك بصريح الإيمان، بسبق القضاء والعلم بكل حركة وسكون، وأن الرزق مقسوم، كما أن الأجل محتوم، كما قال -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف فإذا استحضر الداعية والمحتسب ذلك يكون واثقًا بربه، غير مبال بما يحصل له في ذات الله، صابرًا محتسبًا أجره عند الله".
الرابط:
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?actio...=qawl00021.htm
أبو أحمد هداية- سلفى موهوب
- المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 06/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مارس 17, 2009 3:09 pm من طرف بنت السلفية
» اللقاء الثاني من كتاب للمعة الاعتقاد
السبت مارس 14, 2009 3:27 am من طرف بنت السلفية
» تعليق حول ما يروى في الإسرائيليات:أنَّ اللَّهَ حَرَمَ قَوْمًا مِنْ بَنِي إسْرَائِيل السُّقْيَا بَعْدَ خُرُوجِهِمْ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ عَاصٍ وَاحِدٌ
الجمعة مارس 13, 2009 1:25 pm من طرف بنت السلف
» حقيقة ( الـمفـكـر سيد قطب ) في ميزان علماء السنة
الثلاثاء مارس 10, 2009 8:50 pm من طرف ام مريم
» لاميه لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
الثلاثاء مارس 10, 2009 12:40 pm من طرف بنت السلفية
» كيف نرد علي المعطلة الذين انكروا صفات الله ,و فسروها؟؟ الجزء الاول
الإثنين مارس 09, 2009 12:10 am من طرف بنت السلف
» من أقوال ""أبن القيم رحمه الله .
الأحد مارس 08, 2009 1:27 am من طرف بنت السلفية
» خطبة الجمعة للاخ علي بن زيد المدخلي ثبته الله 11-2-1430 مع تعليق الشيخ زيد المدخلي حفظه
السبت مارس 07, 2009 5:58 pm من طرف ابن السلف
» الحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام
الثلاثاء فبراير 10, 2009 1:18 pm من طرف بنت السلف
» حوار بين الملك العادل عبدالعزيز آل سعود السلفي وبين حسن البنا الصوفي
الأربعاء فبراير 04, 2009 9:23 pm من طرف بنت السلف
» رسالة: من هم العلماء؟
الأحد فبراير 01, 2009 7:42 pm من طرف أبو عبدالرحمن الميموني
» ما يجب علينا فعله نحو الأحداث المروعة للعلامة صالح الفوزان متعه الله بالصحة و العافيه
الثلاثاء يناير 20, 2009 12:31 pm من طرف أبو أحمد هداية
» دروس يوم الخميس لغرفة المعهد الشرعي السلفي
الأربعاء يناير 14, 2009 8:42 pm من طرف بنت السلف
» أخبار جديدة عن صحة شيخنا العلامة صالح الفوزان حفظه المولى وبارك فيه
الثلاثاء يناير 06, 2009 1:55 am من طرف أبو أحمد هداية
» جديد كلمات وتوجيهات الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله حول أحداث غزه أعانهم الله على عدوهم
الإثنين يناير 05, 2009 2:32 pm من طرف أبو أحمد هداية
» البيان الأخوي الحميم على حدث «غَزَّةَ» الأليم إدارةَ موقعِ الشيخِ محمدِ علي فركوس -حفظه الله-
الأحد يناير 04, 2009 4:15 pm من طرف أبو أحمد هداية
» هل هناك فرق بين العقيدة والمنهج؟ جمع لكلام أهل العلم فيه
السبت يناير 03, 2009 1:18 pm من طرف أبو أحمد هداية
» جمع أقوال أهل العلم في أحداث غزه أعانهم الله على عدوهم
الجمعة يناير 02, 2009 2:30 am من طرف أبو أحمد هداية
» تاريخ الرافضــــة الإرهابي ....
الأحد نوفمبر 23, 2008 12:55 pm من طرف بنت السلف
» كلام أهل العلم في مسألة الخروج على الحكام
الأحد نوفمبر 23, 2008 12:39 pm من طرف ام حاتم